سورة الرحمن


أيها الأخوة: من الثابت لو أن الإنسان في أعلى مستويات الحياة، له دخل فلكي، دخل غير محدود، بيت متميز، مركبة فارهة، أي كل شيء في أعلى مستوى، ولم يكن هذا الإنسان راضياً عن الله فهو أشقى الناس.

لذلك قالوا: أنت من خوف الفقر في فقر، ومن خوف المرض في مرض، وتوقع المصيبة مصيبةٌ أكبر منها، فالإنسان البعيد عن الله في خوفٍ من الفقر، دائماً فقير حقيقي لأنه يخاف الفقر، مريض حقيقي لأنه يخاف المرض، الآن بعض الأزمات القلبية سببها الخوف من أزمة قلبية، الناس يعيشون في قلق، أما المؤمن فالله عز وجل يلقي في قلبه الأمن.
أيها الأخوة، ولو أن إنساناً في أدنى مستويات الحياة، والله أذكر مرة دخلت إلى بيت يمكن أعلى بيت في جبل قاسيون، بيت متواضع بشكل لا يُتَصور، شعرت أن هذا البيت قطعة من الجنة، قد تسكن ببيت، ثمنه مئة وثمانون مليوناً، وقد تسكن ببيت أربعين متراً، فالله عز وجل عندما يلقي في قلبك السكينة أي مكان يصبح جنة.
قال: ماذا يفعل أعدائي بي؟ بستاني في صدري، إن أبعدوني فإبعادي سياحة، وإن حبسوني فحبسي خلوة، وإن قتلوني فقتلي شهادة فماذا يفعل أعدائي بي؟ يقول هذا العالم الجليل: في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، وهذا معنى قوله تعالى:
﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾
[ سورة الرحمن ]

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة